اكتب عن أغنية غنتها لك أمك.
أغاني ما قبل النوم أو ما تُعرف بال Lullaby هي من التفاصيل التي لن أتجاوزها ولو بعد حين.
لم أسمعها بطفولتي إلا بصوت أمي، كانت تغنيها لي بلهجتها الأردنية الناعمة.. وأحيانا بلغتها الشركسية التي قلما فهمتها ولكنني أحببتها. جدا.
المفضلة لدي هي “لعبتي الصغيرة” التي لا أزال أحفظها وأرددها لبنات صديقاتي اللاتي أحبهن كثيرا!
كلمات الأغنية تدعو اللعبة الصغيرة –التي هي أنا– للنوم بألطف طريقة ممكنة. وبالرغم من بساطة كلماتها إلا أنها كانت تشعرني بقرب أمي مني واهتمامها بي لآخر لحظة في اليوم. فأثر هذه الدقائق التي كانت تقضيها معي كل ليلة سيبقى بقلبي للأبد. للأبد.
أما السؤال الحقيقي حالياً، هل كنت فعلا لعبتها الصغيرة؟ وكيف تشعر حين تشهد على تحول هذه اللعبة لكائن آخر؟ كائن يخيب ظنها في كثير من المرات ويسير في الإتجاهات المعاكسة كلها ولا يحب الاستقرار ويهوى جمع الزجاج المتكسر بيده ولا يبالي بالنتائج.
الكائن الآخر.. هو أنا. والذي لم تحبه أمي يوما أقل مما أحبت تلك اللعبة الصغيرة.
وأؤمن بأنها لا تزال بداخلها تغني لي، ولا أزال أستمد قوتي من لحنها.
ملاحظة غير مهمة: احتوت هذه التدوينة على مشاعر مختلطة وأود ذكرها لغاية في نفسي: الحنين، الأسف، الخيبة، الإيثار، الحب، التمرد، الحرية، النضج، الأمل.
حنين ط.
حنين ط.