كلنا ننتظر إقامة صلاة العشاء، وكلنا قلوبنا متوجهة إليها*.
كلنا أعيننا عليها.. وكأننا نراها للمرة الأولى. الدهشة نفسها، لا تقل، لا تتبدل.
مستسلمة تماما لها وكأنما انعدمت جميع المشاعر بداخلي، كل شيء ذهب للمنفى.. وبقي حُبها.
يُأذن لنا بالصلاة، كلنا نقف، الحيارى والثقالى والمتعبين والمحزونين.
نركع ونسجد، نقرأ وندعي. كلنا، صفاً. صفاً. كما وعد إلهي.
تنتهي الصلاة، لا ينتهي الشعور. يتسع. يتمدد. لامتناهي. لانهائي.
تنتشر اللغات التي كانت حولي. كلٌ لمسعاه. وأنا لا أزال أمامها. أتسمر. وأدعو بسرية تامة بأن أُنسى هنا.
ألا يذكرني أحد ونصبح أنا..وهذا الشعور شيئا واحدا.
أنا وهذا الشعور. هنا.
لكن ال”هنا” أصبحت “هناك” الآن. ولست هناك حيث “الحرم حرمك والبيت بيتك” وكلنا أتينا لنطلب رحمتك فلا تحرمنا منها ما أحييتنا. يا رب البيت الحرام.
آمين. آمين.